عبدالرب احمد الحميقاني
لسنا من طلاب الشهرة أو لصوص التاريخ الذين ينسبون لأنفسهم بطولات وهمية لم يقوموا بها لذا فقد ترددت كثيرا في كتابة هذا الموضوع خصوصا بعد وفاة الشيخ عبدالله الاحمر الا ان استيائي الشديد مما نسب الى الشيخ الأحمر من مذكرات جعلني أرد ولو بشكل متواضع إكراما للشهداء من آبائي وأجدادي الذين سقطوا في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية خصوصا بعد اصرار الشيخ الأحمر في مذكراته على حاشدية الثورة و تجاهله بقصد أو بغير قصد لدور قبائل البيضاء المشرف في الثورة ولأنا لا نستجدي المجد وشهادة النضال من الأحمر أومن غيرة ولله ثم للتاريخ أجزم بأن ثورة 26سبتمبر كانت ثورة أبناء البيضاء بامتياز ليس تجنيا أو نفيا للحقيقة بل هي الحقيقة الضائعة في سطور المؤرخين ولن يستطيع أي شخص مهما كان نفوذه وجبروته أن يلغي أو يطمس أو يشوه تاريخ أبناء البيضاء الناصع والمعمد بدماء الآلاف من الشهداء الذين سقطوا في ميادين الشرف والبطولة ، اننا لا ننكر دور القلة من أبناء حاشد تحت قيادة الشيخ الأحمر والقلة من أبناء بكيل تحت قيادة الشيخ سنان أبو لحوم الا أن الدور المحوري والبارز كان لقبائل البيضاء التي لولاها بعد الله لما تنفست صنعاء الصعداء وخصوصا أثناء حصار السبعين و بعد انسحاب القوات المصرية المفاجئ عقب نكسة67 من اليمن وترك الجمهورية تواجه مصير الموت المحتم و قيام الأمير محمد بن الحسن بمحاصرة صنعاء بمساندة عشرات الآلاف من القبائل المرتزقة معروفة الانتماء ووعدة لهم بمنحهم اياها غنيمة وفيدا واستباحتها كما فعل الامام احمد بعد القضاء على ثورة 1948حينها أرسل اللواء حسن العمري ببرقيةعاجلة (لازلنا نحتفظ بها) الى قبائل البيضاء يطلب العون والمدد لفك الحصار عن صنعاء وتثبيت أسس الجمهورية من اليمين الشيخ سالم الحميقاني والشيخ علي العمري والشيخ عاطف الشرفي والشيخ هدار الحميقاني يصافحون الزعيم الخالد جمال عبدالناصر التي كادت أن توأد في عقر دارها على يد القبائل الموتورة المشبعة بالحقد الملكي والذهب من دول الجوار لذا لبى أبناء البيضاء بمختلف مشاربهم القبلية صرخة الجمهورية تحت قيادة الشيخ احمد عبدربه العواضي والشيخ سالم عبدالقوي الحميقاني والشيخ علي احمد العمري والشيخ احمد ناصر الذهب وتحرك الآلاف نحو صنعاء من جهة نقيل يسلح لفك الحصار الظالم الا أن دفاع القبائل المستميت على الملكية حال دون ذلك وفي هذه المناسبة قال شاعرها شامتا باتنشدش يا قوزة الجبري ***وين الحميقاني وزبن الله هذا جزاء من عاب في دينه***وخان في وعده وعهد الله والمقصود بزبن الله هو زبن الله العواضي ومن خلال هذا الزامل تتضح شراسة المعارك وتضحيات ابناء البيضاء في تلك المناطق فعاودت قبائل البيضاء الكرة من جهة الغرب وأحتلت طريق الحديدة صنعاء وقاتلت بعنف أنصار الملكية في الحيمتين الداخلية والخارجية وبني مطر وحراز وكانت الملاحم والمعارك الضارية من جبل الى جبل ومن منزل الى آخر ومن قرية الى التي تليها وهناك سقط المئات من الشهداء في سبيل الجمهورية على يد قبائل الارتزاق ودعاة الملكية ويواصل ابناء البيضاء الزحف نحو صنعاء مدمرين كل مواقع الملكية في كل من جبل النبي شعيب وعيبان وصباحة وأرتل و سنع وتمكنوا من فك الحصار الذي استمر سبعين يوما ويدخلوا العاصمة فاتحين وتستقبلهم نسائها بالتحية والزغاريد محطمين بذلك آخر أمل للملكية بالعودة الى الحكم وبهذه المناسبة قال الشاعر : قال الحميقاني سلامي ***يالعاصمة صنعاء العريضة ماليوم جبنا لك مداوي*** من بعد ما كنتي مريضة ولم يقتصر دور أبناء البيضاء عند هذا الحد بل واصلوا المسيرة وخاضوا حرب عصابات وتمشيط في كل من خولان والمحويت وعمر انومسور و كحلان وحجة كلفتهم الكثير من القتلى والجرحى ووصلت طلائعهم الى الخوبة (الآن تحت السيطرة السعودية) مطاردة الامام البدر ومحمد بن الحسن حتى أوصلتهم نجران وعندما تحقق النصر وتثبتت أسس الجمهورية الناشئة عاد أبناء البيضاء الى حقولهم زاهدين عن السلطة وليفتحوا المجال لكل يمني بالعودة والمشاركة في السلطة في ظل الجمهورية حتى ولو كان ملكي دون حقد أو انتقامو أخيرا ليس لنا الا طلب الرحمة لشهدائنا الأبرار الذين باعوا نفوسهم رخيصة للوطن والثورة دون انتظار مكافئة أو وسام أو شهادة ولربما غدر الزمان حجب شعاع دماء الآباء والأجداد بأشخاصه و مذكراتة لكن ليس للأبد ورفقا بالتاريخ انها ثورتنا بامتياز .
| أبو اليسر الحميقــآني ||:
