بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين أما بعد :
إن ما نعيشه في هذه الأيام من تفرق في الكلمة والصف مما يجعلنا أمام وقفه هامه لكي نستذكر تاريخ أجدادنا وحياتهم وتعاملهم مع الآخرين ونرى الفرق بين حياتنا وحياتهم حيث كان في ذلك الزمان لا عنصرية أو تحزب بل كان زعيم القبيلة يستشير القاصي والداني في أمور حياتهم وأمور الزعامة , كيف لا يستشيرهم وهو منهم ؟ بل كيف لا يستشيرهم وهو الشخص الذي يسير لهم أمورهم وفقاً لحياتهم ؟
كانت حياتهم مليئة بالسعادة والراحة , يغمرهم الحب والأمان والراحة والأطمئنان , الغني يعطي الفقير والصغير يحترم الكبير كانوا كما نسمع يجمعهم باب واحد , عاشوا رجالا وماتوا رجالا , لم تهدئ لهم راحة ولا بال وهم يرون أخيهم في هم أو غم .
إستمر هذا الحال فترة من الزمان حتى جاء ما قدّر لهم , جائت مسميات جديدة من باب المباح مثلا ( آل فلان وآل فلان ) بدأت الأبواب تكثر من هنا باب وهناك باب , إستمروا حتى بدأت مرحلة الفرقة الكبيرة جائت السياسة لكي تفرق بينهم لا تريد الأخ أن يأكل مع أخيه ولا الإبن أن يسلم على والده كل صباح كما كان يفعل في السابق , بدأ الشجار في البيوت وبدأ الجيران يتحزبون وبدأ آل فلان يتحزبون لدى فلان وفلان تنتمي له آل فلان , ويدعي بعض سفهاء العصبات أن يدّعي لنفسه ولعصبيته المكانه والعزة وأن ما دونهم هم كما نسميه عندنا ( الرباعة ) .
إستمر ذلك الحال حتى وصلوا إلى حال الحرب , تمر الليالي وهم يترامون بالرصاص من بيت إلى بيت , كادت أن تكون فتنة يروح فيها الكثير من أبناء القبيلة , لم يكن هناك عقّال يفهموا الخدعة إلا قليل منهم ولكن لم يسمع لكلامهم .
لو سألنا أنفسنا من أتى بهذه الفتنة إلى قبيلتنا ؟ لكان الجواب هم ........... إلخ
إذاً إغتنموا الفرصة بزرع الفرقة بيننا وجعلونا نفتح أمامهم المجال لكي يفعلوا ما يريدون , مع العلم أننا أكثر القبائل مشهورة في ذلك الزمن بجميع الصفات التي إتسمت بها قبائل العرب القديم , في الشجاعة وفي الكرم والحكمة والذكاء , أي أنها كانت فينا صفات الزعامة التي لم تعد توجد في بعض زعمائنا في هذه الأيام , وبشهادة العديد من ملوك العرب كانوا يرون أن قبيلة آل حميقان هي القبيلة التي ستسود اليمن بزعامتها .
لكن أتت الحزبية لكي تفرق في صفوفنا حتى لا يجتمع أهل هذه القبيلة ويفكرون في ما هو عائد عليهم بالمنفعة .
شكراً
أبو عدي الحميقاني